الاثنين، 15 سبتمبر 2008

سياسة المنع

سياسة المنع

بسم الله الذي أبان الحق والباطل ووهب للإنسان عقلاً للتميز بينهما , والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد

طرقت أبواب الحياة , تجولت في نفسيات من فيها , شملت في تطلعي الكبير والصغير , العاقل والمراهق , فوصلت إلى قناعتاً لا أكاد أغيرها ما دام هذه التقنية في أيدينا ...

وصلت إلى أن سياسة المنع قد طاف عليها الزمان وتلوثة بغبار الوقت , كانت في الماضي ضرورتاً في الحل والربط , أما اليوم وبما نشاهد من أنفتاحاً عالمي والعولمة الملحوظة والتقنيات المتطورة , أصبحت هذه الطريقة قليلة الفائدة بل عديمة النتائج في كثيراً من الأحيان .
للأسف ...
المنع أصبح هرموناً للبعض, يستخدمه للحصول على الممنوع ولك المثال ...
لنبدأ بالطفل ... لتحاول اللعب معه بمفتاح السيارة مثلاً , ثم أبعد المفتاح عنه وأمنعه منه , سوف تجده يبكي ولا يكاد يصمت في الغالب إلا ومفتاح السيارة في يده.
المنع والزجر القديم ... هو ما أتكلم عنه ولكن هل المنع هو عديم الفائدة أم السياسة المتبعة في ذلك ... في رائي أن المنع لابد أن يستخدم بطرق تقنية أخرى وبتربية مثلى , بأخلاقاً محمديتاً عليا ...
الحل هو أتمتت المنع وأعني بهذا المصطلح ( فرض الرقابة الداخلية والمنع المنبعث من النفس ذاتها ) قد يرى أن هذه المصطلح لا علاقة له بالمنع بل هو لب الرقابة الداخلية ....
فأقول : نعم , هذا هو لب الرقابة الداخلة ونحن نريد المنع أن يكون تحريكاً وحواراً لداخل الإنسان لا لخارجه كما في السابق , لا نريد فرض السيطرة الخارجة فقط دون التثقيف الداخلي للنفس بخطأ الخارج , لأن الزرع يخرج ما لام تجتث أصله ومنبته ...
الرقابة الذاتية هي الحل والتثقيف الرقابي هو المطلب والتركيز على الداخل هو ما أريد ...

الحمد لله ... نحن في دستورنا الذي هو ديننا لدينا هذه الرقابة وهي الرقابة الداخلة التي تستشعر رقابة الله تعالى ...
وما أعظمها من رقابة ذاتية لا تنافسها أي رقابة مهما كانت , فهذه ميزة يمتلكها من يريد المنع وهو إستخدام الخوف من الخالق في هذا الأمر والوصول للهدف ,,,

أسأل الله أن يرزقنا حواجز الإيمان
وأن ييسر لنا رقابة النفس والإيمان
و أن يهدينا للخوف من الملك الجبار

هناك تعليقان (2):

alwani يقول...

المنع بدون المرور بمرحلة التفاهم والنقاش

هو أسلوب سلبي تام في التربية

طبقاً لأسلوب نبينا الكريم ...فإن التشاور و التدرج في المنع مع إدراج أسباب المنع ...كانت الأسلوب المستخدم في الدعوة وتغيير العادات الجاهلية السيئة

أحب أذكر كمثال لأسلوب الدعوة في الإسلام

الدعوة لترك الخمر
فقد بين الله في كتابه
في البداية أن للخمر منفعة وضرر
وأن الضرر فاق المنفعة

^
^
وهذا تمهيد مسبق للمنع ونوع من تبرير المنع

ثم في آية ثانية
بدأ التحريم للخمر عند الصلاة
^
^
وهذا تدرج في المنع ...وهو نوع من العلاج للسلوكيات المتأصلة في النفوس

ثم في أية ثالثة حدث التحريم التام للخمر


سبحانك ربي ...أسلوب علاجي ما أحكمه

ونفس الشيء حدث في تحريم الربا

فبداية تم تحريم الربا الخبيث
وهو الربا المضاعف أضعاف كثيرة

ثم أنزلت أية لتحرم الربا بشكل تام

^
^
نستفيد من هذا
1) التحاور وتوضيح أسباب المنع
2) التدرج في المنع ...خصوصاً لتلك السلوكيات التي أصبحت من قبيل العادة
3) عند الوصول للمنع التام ...لابد من توضيح العقوبات المرتبطة بعصيان الأوامر والجزاء الذي يترتب على اتباع الأوامر .

أعذرني أخي على الإطالة

وشكراً على موضوعك القيم

هندسة العقل يقول...

أخي العزيز ( alwani )

نعم هذه السياسة التي أبحث عنها في غيابة الوعي التثقيفي

طرحت أخي الكريم أسلوب ( سياسة ديننا ) في ذلك ولكن ...

للأسف نحن نتمتع بأعظم دستور وأفضل نظام نزل على الأرض ولكن (( أي المطبق ))


وأعدك بموضوع كتبته وهو بعنوان


(( عذراً دستوري ))