بعد طول غياب عنهم, وجدتهم لأخذ أطراف الحديث حولهم, بين ماضي وحاضر, لا يفكرون إلا بما لا يتعدى مدى العين, هذا هو واقع الكثير ممن نظنهم ( شباب ) المستقبل, تهت بين سياسة مربي وضحكت على عقلية متلقي, أجد نفسي بمجتمعٍ لا يحتاج تغريباً, ولا حرباً فكرية ولا مستشرقاً لكي يوصل ( ما يريد ) للمجتمع الذي يحمل ( ثقافة) دافع عنها القليل وحاربها الكثير, لأنهم وبصدق إستطاعوا أن يُصلوا أفكاراً ( مخجلة ) لتكون ( مسلمات ) لا عيب ولا حياء منها ...
مللت حديث النصح وجلسات التثقيف, لأني لم أجد لها مردود, فجوة كبيرة بين ( التائهين ) من شبابنا و ( المربين ) من أجهزتنا التربوية وعلو مستغرب من ( الناصحين ) , بكاء على الأخطأ التربوية التي مرت بنا واستمراراً على ( سياسة المنع ) التي لا نريد إعادة ترتيبها ...
واحدة من التفاهات التي كنت ( أضحك ) قبل فترةً طويلة على من يقوم بها في مجتمعاتٍ غربية, لأفاجأ بأنها (إنتشرت ) بين ( الشباب ) بطريقة ( مختلفة ) ولأهدافٍ ( قذرت ), لأقف وأحدثهم بسياسةِ جديدة مغايرة, محاولاً إخراج ما بجعبتهم حولها, لأصدم بواقع لم أكن أتخيله من ( التفاهة ) و ( الغباء ) , لم أعترض على ما يقومون به لكي ( أعلم ) المراد والهدف, ويا ليتني اكتفيت بالتفاهة والغباء الذي تملكهم لأجد أن ( المسلمات ) أصبحت تلك الأفعال منها .
لنترك الحديث عن ذلك ... ولنتحول للدارسة الخطة الخمسية ( للتقليل من الأخطأ المستقبلية ), هذه السياسة هي التي نشاهدها, دارسة كل خمس سنوات ( يتبعها مسلمات غربية تطبع في تفكير شبابنا ) , وبعدها دارسة خمسية يتبعها ( مسلمات جديدة ) وهكذا هي الخطة الخمسية التي ننتظرها ...
أحب التفاؤل وأمن به, ولكن كيف أكون ممن يطالبون به وأن كل يوم أصدم بواقعٍ مرير, وتحزبٍ خطير وطائفيةٍ متوقعة , والشاب بين تائه ومتبع للهو, يجد ما يريد ولا يرشده مرشداً, لأن المرشد يحتاج لمرشد, رأس الهرم منشغل في تثبيت قوامه وأتباعه يقسمون التوازن الغذائي لكي لا نصاب بـ ( التضخم ) الغذائي, و الحبوب في الهرم تحاول أن تجد من يسقيها لكي لا تظمأ , والشباب لا أحد ( يطرق ) لهم باب ولا ( متبرع ) ينقذ ما تبقى منهم .
وزارة المعارف غيرت مسماها إلى ( التربية والتعليم ) ولكن للأسف لم تغير بنيتها التحتية لتتحول إلى ( تربية ) فهي مجرد تعليم ( لا أريد أن أتطرق له ) أما ( التربية ) فلا تستحقها, لأنها لم تهدف لها ( من خلال ما يرى ), ولكن قد يكون هناك ( أشخاص ) يهدفون لتربية ولكنهم ( قليلون ) .... كلام يحتاج للتأمل